الجمعة، 24 مارس 2017

الالحاد بين حرية الاعتقاد والمناورات السياسية

ينص الاعلان العالمى لحقوق الانسان
المادة 18: لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.

والسؤال الآن هل أنت تتمتع بهذا الحق... وإن كنت تتمتع بهذا الحق لماذا تريد أن تسلبه من غيرك؟

والأجابة الخاطئة "أنه غير مؤمن"
لأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض غير مؤمن
فالديانات الإبراهيمية مثلاً -اليهودية والمسيحية والإسلام- تؤمن بوجود الله واليوم الاخر
كما أن البهائية تؤمن بوجود الله
كما أن الإلحاد يؤمن بعدم وجود إله
أو اللادينيين يؤمنون بوجود إله ولديهم طريقه مختلفه عن الاديان المعروفه فى التعامل معه
أو الربوبيين أو .. أو ..
فالجميع مؤمنون ولكن يختلف هذا الإيمان من جماعة إلى آخرى وفى كل هذا الإختلاف نحن نعيش.

ولكن نعيش كمجتمع متخلف تربينا على ان نمييز الاختلاف بالتنافر ونجتمع فى مجموعات نمطية رافضة للإختلاف وهذا ما يجعلنا مجتمع متخلف يضطهد علماءه ومفكريه لأنهم غير نمطيين وهنا وجب التأكيد على الفرق بين غير النمطى والشاذ ومعيارى فى الحكم الإضافه للحضارة وللتاريخ البشرى.

والسؤال الأهم فى هذا الموضوع هل الطبيعى أن نكون مختلفين أم متشابهين؟
قبل الإجابه يمكن أن نفكر قليلا لماذا البشر ليسوا ذكوراً فقط أو إناث فقط؟.  لماذا ليس الجميع قوقازيون مثلاً؟.  ولماذا كل هذه اللغات؟.  ولماذا يوجد عمالقة واقزام؟. لماذا لم يكن جميعنا أسمر اللون؟. لماذا ليس الجميع على ذات القدر من القوة العضلية والعقلية؟. هل نسطيع التعامل كبشر وسط كل هذا التمايز؟
وإن كنا نستطيع فلماذا نرفض المختلف معنا فى المعتقد الدينى إن كان هذا لن يؤثر عليك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟
هل لديك الشجاعة لتقول "من حقك أن تعبد حجرا ولكن ليس من حقك أن ترميني به"

ولكن لماذا كل هذا الجدل على الالحاد هل هناك حرباً على الدين، هل هناك حرباً على الإسلام؟
فى رأى شهدت الحياة السياسية هزة عنيفة فى الاعوام القليله الماضية مما يشير بتغيرات كبيرة فى التوازنات السياسية
وكما تقول الحكمة السياسية إن لم يكن لك ما تقدمه على المستوى السياسى والاقتصادى ولست بارعا فى مخاطبة المشاعر فعليك بالدين
فطوال الوقت يجب أن يكون هناك خطرا وهمياً من عدواً وهمياً والسلطة تحميك منه وبتحديد هذا العدو الوهمى يتم تحديد القوى التى ستعتلى السلطة
واعنى أن هذه مناورة سياسية للوصول بمن يوصفون انفسهم حامل الدين وحراس العقيدة لسدة الحكم ،ليس أكثر.
ولكن هل هناك حاجة لهذه المناورة ولازال بعيداً عن العيان سباق الرئاسة والانتخابات البرلمانية؟
اى ان هناك مبالغة فى تلخيص كل هذا الجدال على انه مناورة سياسية، وكما اوضحت فى التدوينة السابقة انه فى اوقات المساس بالوثيقة الدستورية يعود هذا الملف للاشتعال وقد تأخر كثيرا هذه المرة

وأما عن رأى كمتدين فى حرية الاعتقاد فلدى الشجاعة الكافية لأقول " من حقك أن تعبد حجرا ولكن ليس من حقك أن ترميني به " وادعم بشدة الاعلان العالمى لحقوق الانسان كمنظومة كاملة للحقوق وإن كنت اتطلع لمزيد من الحرية
ورأى أيضا من الناحية السياسية يجب أن تخلو الحياة السياسية من الاعداء الوهميين والنظر بعين الاعتبار للاعداء الحقيقيين من جهل وفقر ومرض وبطالة.ِ