الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

خطوة واحدة على طريق الحداثة فى عالم ما بعد الحداثة

*بالتأكيد نحن فى مجتمع أغلبيته رافضة للآخر ومنها من هو رافض ذاته بل ومن يحتقرها وتتعدد وتتباين مسببات ومماراسات هذا الرفض والإحتقار وإن كان كثير منها راجع لمعتقدات خاطئة عن ذاته وهويته وعن اﻵخر وهويته مما يجعله المجتمع غير ممهد لقبول التعددية.
أصل من أصول هذة الحرب هو للسيطرة على عقول البسطاء للتمكين السياسى فتستعر الحرب مع كتابة وثيقة دستورية وتخفت فى غيرها لذلك تجد بين الحين واﻵخر حرباً شعواء على ما يسمى بهوية مصر ومواد الهوية وخلافه.

*وإن أرادنا كقوى مدنية -تسعى لدولة حديثة- خوض هذه الحرب فلنتسلح جيداً هجومياً ودفاعياً فالمجتمع غير ممهد كليةً كما تمت اﻹشارة فى النقطة اﻷولى ونتذكر قد ﻻ نفوز بالحرب كلياً ولكن دعونا نفوز ببعض المعارك لنقف بعدها على أرض ثابتة للإنتصار لثقافة قبول اﻵخر والتعايش السلمى والتعددية بالمعنى الواسع لها
ولعل التراث والواقع يخدمنا كثيرا فى هذا كما سأوضح ﻻحقا

*المعركة التى أمامنا اﻵن هى الدستور وهنا تتضح الجبهات الواجب التركيز عليها على التوازى وإستعمال خرائط المسار الحرج
1) فهناك المؤسسات والجماعات التى سترشح لجنة الخمسين واﻷعضاء نفسهم
2) وهناك الحلفاء المؤكدين والمحتملين من القوى السياسية واﻹعلامية والفكرية ويتقدمهم قادة الفكر وكتاب اﻷعمدة
3) الشبكات اﻹجتماعية والثقافية المؤثرة فى قرار الشارع وتتضمن تكتلات اﻷقليات والمهمشين
4) والكثير جداً من قطاع الشباب الذى يحلم بمصر دولة مدنية حديثة
5) وهى الجبهة الأهم الشعب الذى سيستفى على هذا الدستور

*الدستور بذاته كوثيقة إما أن يكتب بما فى الواقع العملى من تفاعلات إجتماعية وسياسية وثقافية أو أن يكون نصاً أدبياً بعيداً عن الواقع العملى وعن إمكانية التطبيق ،وبناءاً على ذلك وجب علينا إحداث تفاعل مجتمعى مناسب ينتج عنه مواد دستورية للتأسيس لمجتمع يقبل التعددية مستغلين فى ذلك الواقع والتراث ،ولكن كيف ذلك؟
1) التعددية فى التراث الحضارى والثقافى كمدخل للتعددية فى المجتمع من خلال إدراج مادة دستورية جديدة للتاريخ المصرى بما يمثله من تراكم ثقافى متعدد الثقافات والحضارات ذات أثرفى تكوين الضمير والثقافة المصرية الحالية
2) التعددية اللغوية -الأمازيغية والفاديكا والكنزى- أيضاً ووجوب إلتزام الدولة بالحفاظ عليها وتنميتها وإصدار قانون من وزير الثقافة بمسابقات ومهرجانات للمنتجات الفنية التى تحافظ على هذة الثقافة التى ستتبدد بضياع اللغة الحاوية للثقافة
3) التعددية العقائدية وينص على حرية الإعتقاد ويجب التأكيد إلا تذكر المعتقدات على سبيل الحصر بل الحرية المطلقة للإعتقاد حتى لا ندخل فى معارك جديدة

*وأخيرا ثقافة قبول الآخر تثبت بالممارسة لا بالحديث فلا يمكن أن نمارس الإقصاء مع خصومنا السياسين بما لا يتوافق مع القانون فى الوقت الذى نحدث فيه الجميع عن قبول الآخر